الاستبيانات نافذة لاختراق المشاعر والدوافع والعقول الخفية في المجتمعات
اهمية الاستبيانات في البحوث الاجتماعيةتلعب الاستبيانات دورًا محوريًا في البحوث الاجتماعية، فهي تسمح للباحثين بجمع البيانات من مجموعات كبيرة من الأشخاص بطريقة فعالة وموثوقة. يمكن استخدام الاستبيانات لقياس الآراء والمعتقدات والسلوكيات، وكذلك لاستكشاف العلاقات بين المتغيرات المختلفة.أحد أشهر الأمثلة على استخدام الاستبيانات في البحوث الاجتماعية هو دراسة "منطقة الضواحي البيضاء" عام 1954 التي أجراها ويليام هـ. وايته. استخدم وايت استطلاعًا لجمع البيانات حول معتقدات وسلوكيات سكان الضواحي البيض في بارك فورست، إلينوي. كشفت دراسة وايت عن أن سكان الضواحي البيض كانوا يعانون من القلق والملل خلف واجهة ازدهارهم الظاهر. كما كشفت عن أن هؤلاء السكان كانوا معرضين للتمييز الجنسي والعنصرية الخفية.وقد تم استخدام الاستبيانات أيضًا لدراسة مجموعة واسعة من الموضوعات الاجتماعية الأخرى، بما في ذلك الصحة العقلية، والجريمة، والتعليم، والسياسة. على سبيل المثال، استخدم الباحثون استطلاعات الرأي لتتبع الاتجاهات في الرأي العام حول قضايا مثل الإجهاض وزواج المثليين. وقد تم استخدام الاستبيانات أيضًا لقياس معدلات وقوع الجريمة، وتتبع معدلات الإصابة بالأمراض العقلية، وتقييم فعالية برامج التعليم.ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الاستبيانات لديها بعض القيود. على سبيل المثال، قد يكون من الصعب ضمان أن تكون الاستبيانات دقيقة وموثوقة. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المشاركون من التحيز الاجتماعي أو يكون لديهم دوافع لتقديم إجابات مرغوبة اجتماعيًا.وعلى الرغم من هذه القيود، فإن الاستبيانات لا تزال أداة قيمة في البحوث الاجتماعية. تسمح الاستبيانات للباحثين بجمع بيانات من مجموعات كبيرة من الأشخاص بطريقة فعالة وموثوقة. ويمكن استخدام هذه البيانات لفهم مجموعة واسعة من الظواهر الاجتماعية، وإعلام سياسات وبرامج، وإحداث تغيير إيجابي في العالم.